الأحد، 5 أكتوبر 2014

.تمر ذكراه علي
في هذي الحياة 
وانا جالس وحدي هناك 
فتجلس معي وتسألني 
انسيته حقا +انسيت من كان لك حبا+ 
انسيت من كان لك عشقا 
واغنية وسماء ايضا ومطرا 
انسيت من كان لك وطن 
يحويك ويأويك 
فأجيبها وانا انظر اليها 
واقول وانا ابكي  كيف انسى بالله عليك
وانا الان  اجلس انظر اليه 
في قمري 
وفي حلمي
 وفي ورقي ارسمه
 واعطيه بعض  من روحي 
لكي نحيا
 معا نحيا  وتموت انت وتنسانا 
وكأنك لم تكن
 تعرفنا 
فمن انت ومن نحن
وماذا فعلنا
 لكي تخلق
لكي تجلس الان تحدثني 
وتسألني +انسيت حقا من كان لك حبا +



انا جئت الان  من بيتي 
من حضن امي الى المنفى
الى النسيان 
الى الظلمة من بعد النور 
انا جئت احمل بيدي بطاقة تعريفي
لتعرفني 
مكتوب فيها 
رجل عربي 
يحل قتله لكم  بأيديكم 
وسجنه ايضا
 وتعذيبه 
ويحل قصفه 
وتدميره 
وقتل اطفاله
 ونساءه 
ولك ان تسأل  بعد ان تفعل كل ذلك 
من انت
 ومن اخرجك من بيتك 
الى المنفى 
الا تعلم انك الان ارهابي 
وخرجت على
 الحاكم وعلى الحامي 
واغضبت الرب وملائكته 
وخليفته الذي يقف الان 
ويسألك 
مالذي اخرجك من بيتك الى بيتي ...!

الاثنين، 21 يوليو 2014

حكاية ماضي

يوميات رختون ..


 ..
جلست على طاولتي هذا الصباح  واحضرو لي قهوتي كالمعتاد يعرفون من انا قضيت اشهر عده كل صباح اجلس وحيدا  يتساؤلون ماهو اسمي لماذا اجلس وحدي لماذا لا اتحدث علي الهاتف كالبقيه لماذا لا ابتسم ايضا ...
لا يعلمون مابي دعوكم منهم ومني لأكمل ..
حسنا شربت قهوتي وضعت سماعات الاذن لاستمع لمقطوعه موسيقيه  لباخ تعلمون من باخ اليس كذلك هو من يتقن التحدث بلغة الحب  ..
 وعند ابتدائي بالكتابه ذهبت في عالم رختون عالمي المجنون  كعادتي انزلت رأسي الى دفتري كاتم اسراري ممسك قلمي وذهبت لاكتب قدري لارسم منزلي ولارسم طفلتي داخل المنزل وحبيبتي تنظر من النافذه تنتظرني ان اعود انا وابني من الحقل بعد حصاده  ..
وانا بكتابه قدري رفعت رأسي لانظر لفتاة جميله وهبها الله جمال لم تضع فوق وجهها لونا  هي كالحياة كالغناء كالسماء جميله جدا كالبحر ايضا ويرافقها رجل كهل انحنى جذعه ..
فعلمت انه اباها لانه كان ينظر اليها بحب هكذا بلا سبب  ..
فجلست انظر اليهم والاب ينظر لي ولسان حاله يقول  الم يستح هذا المجنون الا يخجل  لما ينظر اليها هكذا لم يجرأ لمحادثتي لانه ارتاب من امري ضن اني رجل مجنون  لا يعلم ان داخل هذا الجسد رجل يبكي ..
فقال لابنته قومي لنذهب وهو ينظر لي غاضب  وانا لم انزل عيني من النظر اليها ..
وحينما ذهبوا نزلت دمعه من عيني فقمت بمسحها كالعاده لكي لا يراني احدا ضعيفا امتلك من الرحمة شيئ 
 اما بالنسبه للرجل
لم يكن يعلم ..
نعم لم يكن يعلم 
انني كنت انظر اليهم وارى ابنتي نجلاء وارى نفسي حينما كنت الهوا كل صباح معها  ونذهب الى كل مكان لنمارس مغامرة جديده تقضي بها يومنا لا يهم الى اين المهم اننا سويا  ..
لم يكن يعلم انني كنت انظر لابنتي نجلاء في سريرها نائمه ونا بجوارها  انظر اليها فقط..
لم يكن يعلم اني افتقدها وابحث عنها في تفاصيل يومي الملل  ..
لم يرى كيف كنا  نحلق في السماء حين نكون معا ..
كيف نغني في الطرقات والاسواق ايضا ولا نبالي بالناس ..
وكيف  كنا نسرق قطع الحلوى من اخاها يوسف .. 
ونقوم بلاختباء خلف الباب خوفا منه ان  يرانا 
لم يكن يعلم ابدا ..
فأخذ ابنتي نجلاء من امامي هو ايضا ورحل 
كما رحلت نجلاء مني وبقيت اكتبها الان 




الأحد، 13 يوليو 2014

قصة قصيرة / طفل ضائع

سأخبركم حكايه
 حصلت لي ليلة البارحه 
ذهبت لاجلس خلف ذلك السور لا تعرفونه انتم انا فقط من يعرفه لاحتسي خمرتي كعادتي  يبدو انه لاحد التجار في بلدي لذلك ممنوع ان يقترب منه الكل يخاف الا انا فلا شيء لدي لاخسره سوى حذائي ...
ونا اشرب خمرتي وانظر للسماء ابحث عن حبيبتي هناك  واذا بسياره تخرج من امام المنزل فختبأت منها خائفا تحركت من امامي وتوقفت فظننت انهم رأوني ولكنهم لم يروني فأذا بالسائق ويفتح الباب لامرأه منهم ترجلت من السياره فتوجهت الى طفل يتيم مسكين كان ينام بجانب الحائط فكانت بمثابة الصدمه لي لاصدقكم القول 
وبدأت اسأل نفسي هل اخطأت انا  بمحاربتي للتجار والحكام 
هل هناك منهم من يبكي على الاطفال 
هل هناك منهم من يحمي الاطفال 
كيف وهم من يمتلك مصانع الاسلحه ويتاجرون بالحروب ويستغلون الكادحين والفقراء امثالي ..
هل هناك منهم من يطعم الاطفال ..
هل هناك منهم من رسم بسمة على وجه الايتام 
وفي منتصف تلك التساؤلات ..
رأيتها تصرخ بوجه الصبي 
قائلة ابتعد ابتعد هناك
 اصابتني الدهشه لما ابتعد وهو ليس قريب حتى من  منزلها
 لا دخل لها فهرب الصبي
 من امامها الى نهاية الشارع يبكي خائف جزع ان لا يأتي الشرطي ليضربه مره اخرى 
فأذا بها تأمر السائق ان يمسح الغبار
 عن اعلان كان يحمل صورتها وهي تحمل طفل من افريقيا تريد للناس ان يطلعو على معاناة اطفال هناك ...!!
فأمسكت حذائي فقبلته ..
وقلت له هنيئا لك ...
فرحلت وهي تصرخ وتقول لقد مللنا من هؤلاء ..
وصعدت مركبتها ورحلت ومازال الصبي يبكي ..
فذهبت اليه واحتضنته ...
وحملته ونظرت الي عيناه وهو يبكي ..
فبكيت معه فقلت له لا تخف انا معك الان ..
فأعطيته رغيف خبز احمله معي فنظر لي وبكي ثم احتضنني ونظرت انا للسماء واخبرته لا تخف يوما ما ستثور الشوارع وستكون انت الحاكم وهذا وعد مني ..
!! 

الجمعة، 11 يوليو 2014

فاخر.. بعد شهر من الجوع
نواف الخلاف

كنت برفقة صديقي عبد العزيز لتناول وجبة العشاء كنت أُفضل أن نبقى في مقهى لا يعرفه إلا الصعاليك هناك، فقط تجد الأقلام والأوراق يتصارع عليها الناس لكتابة أحلامهم  هناك أصوات الكادحين تصدح بالسماء، هناك لا نعرف الأسود من الأبيض، هناك لا نعرف من السني ومن الشيعي، هناك لا نعترف بأوراق تشهد أنك انسان، هناك فقط العدل والمساواة، ولكن صديقي عبد العزيز أراد ان يكون عشاء هذه الليلة مختلف جدًا، فقرر أن يذهب لسلسلة مطاعم يملؤها، لا أعرفها ولكن اعرف أن الماء هناك يباع بربع راتب طفل في المناجم، وأخبرته من أين لك المال؟ ومن اين أحضرته؟ ومن أعطاك إياه؟ خفت منه لأن المال بالنسبة لدينا باب الجشع، وحين يفتح باب الجشع يفقد الإنسان إنسانيته.


فأخبرني انه قد حصل عليه من صبره على الجوع شهرًا، لينال عشاءً فاخرًا ليلة واحدة فقط، فقلت له حسنًا سأشاركك أن تحقق حلمك.


وله ما اراد  فانا يهمني امر صديقي فقمت بقيادة  مركبتي المتهالكه قاصدا المطاعم التي يريد فقال اذهب لتلك المناطق التي بها الاغنياء فقلت له لما فقال لا شأن لك فقلت حسنا وذهبنا  الى ان وصلنا لمطاعم تكثر بها الاضواء واصوات السيارات واصوات صافرات الانذار واصوات موسيقى صاخبه غاضبه  لا اصوات للعصافير هناك ولا اصوات لضحك الاطفال ايضا   وحين وصلت هناك  مركبتي بشموخها وكبريائها نظرت الى المركبات الاخرى اصابتها الدهشة والخوف فكل شيء مثير للريبه  لا شيء يشبهها بالنسبه اليها رداءها قديم صنعه لها فقير مثلي ليطعم اطفاله  وليستطيع فقير مثلي ان يشتريها ليتبع احلامه  لا شيء يشبهها ابدا  فترددت واعترضت واخرجت دخانها الاسود ثائره ولاكن عزيمتي كانت هي الاقوى وبالنسبه لي انا لا اكترث أبدا.


ولم اخف مثلها ولم اكترث  فأنا اعلم ان قيمه الحياة لا يعرفها الا الفقراء مثلي لذلك لا تستغرب ان رأيتني ارقص تحت السماء فرحا بالمطر، واغني في الشوارع وانام على الرصيف ايضا فكلنا هناك ننظر بعين الحب ونشارك بعضنا البعض احلامنا  واما بالنسبه للصديق كعادته قال لي لا تكن مجنونا هذه الليله فقلت له حسنا، ونزلنا من مركبتي بعد ان احكمت اغلاقها وصديقي يضحك يقول لي ما بها لتسرق ايها الاحمق لا يعلم بان داخلها كتبت احلامي وبداخلها لعب اطفالي  فذهبنا الى ذلك المطعم المزدحم بعالم  يملؤه الجشع   ينظرون الى ثيابي التي مر عليها عامان تستر جسدي ويقولون مالذي اتى بهم هنا  يبدو انك هناك تعرف قيمتك من خلال حذائك وردائك وليس من خلال عقلك وقلمك وحلمك وصبرك، وينظرون ايضا لاحلامي وقد كتبتها على يدي ولا يعرفون انها احلامي مبنيه بزوال جشعهم و زوالهم  ثم  ذهبنا الى  مطعم لا شيء فيه جميل كل شيء مزيّف يملؤه الجشع، وحب المال فقط، هناك 

لا جودة للطعام، هناك فقط مظهرها الخارجي وعندما تستطعمها ستبصقها حقا.



فطلبت من النادلة ان تعطيني طاولة بعيدة هناك، لا أحد حولنا سوى أملي بأن أخرج من هذا الكابوس الذي أدخلني به عبد العزيز، فنظرت لي ولسان حالها يقول ما الذي أتى بهذا الأحمق هنا، وقالت غريب أمرك لما لا تجلس بينهم لتريهم حجمهم، أعرف لما قالت ذلك الأمر فالرجال هنا يطلبون الطاولة التي تطل على ممر النساء ليتباهوا أمامهن بأنهم رجال، وكأنهم يجلسون أمام بيت المقدس بعد أن قاموا بفتحه، أو يجلسون بعد ان تعبوا شهرًا كاملًا يحتفلون بيوم الراتب.


عالم مجنون اصبح الرجل يزاحم النساء في طوابير محلات الشنط والاحذيه والاحلام  فذهبنا الى تلك الطاوله نسير بين اناس لا تعرف من الحياة الا ان يتباهوا باحذيتهم  ..

وحين جلسنا على تلك الطاوله هممت بخلع حذائي واذا بصديقي عبد العزيز ينظر لي ويقول يا احمق ليس هنا الم اطلب منك ان لا تمارس جنونك هنا  ولا اعرف عن اي جنون يتحدث اريد فقط ان  اتصل بلارض لاصبح جزأ منها الست من طين انا ايضا لذلك قلت له حسنا هي ليلتك اذا فأجاب بنعم هي ليلتي فقلت له هنيئا لك ذلك يا صديقي  ولكن لا تطلب مني ان اتصرف مثلهم ابدا  فقال حسنا ولكن لا تمارس جنونك امام اعينهم 

فقلت حسنا فطلبت كوب القهوه لاني اعرف كم هو مكلف الطعام هنا ومعدتي ليست افضل من حلم ابنتي ان تمتلك كراسه واقلام لترسم احلامها ايضا  فأخرجت سماعة هاتفي وقلت له كن معهم وانا دعني استمع لموسيقى الفقراء عن احلامهم عن حياتهم عن امالهم  واحتسي القهوه المره كحياة الذين تريد ان تكون معهم فاخرجت قلمي وبدأت برسم احلامي كعادتي ..

وكتبت اول حرف من اسمها فأبحرت في عالمي هناك لا احد يبكي هناك لا احد يموت لا احد لا يعرف الحب هناك السلام فقط لانه لا يوجد برجوازي او اورستقراطي فقط نحن الفقراء

وانا اغني وانا اكتب اغاني كتبها الاطفال على شاهد قبر لطفل دفن في منجم يمتلكه رجل جشع منهم   ..

وفي منتصف ذلك الامر جلس بجانب طاولتنا رجل برفقته ثلاث نساء على شاكلته لا يعرفون من الحياة الا ترفها لم تعرق اجسادهم لاجل اطعام اطفالهم لا يعرفون للحياة طعم سوى ما قرئوه في كتاب المدرسه فلم اكترث واكملت كتابة احلامي واذ بالرجل يقاطعني يقول لي هل انت شاعر فنظرت الى صديقي عبد العزيز فرأيته خائف من ما سيكون جوابي فقررت ان المجامله لهذه الليله لا بأس بها فقلت له لا وانا مبتسم ورجعت لاحلامي لاكتبها ثم قاطعني مرة اخرى يريد ان يتبجح امام نساءه وقال هل تعرف انا شاعر ايضا واعرف انك شاعر منذ ان رأيتك تكتب فنظرت لعبد العزيز مرة اخرى ورأيت انه خائفا ايضا من ما سيكون الجواب فنظرت اليه وقلت له حسنا لك 

ثم اكملت كتابه احلامي وللمره الثالثه اخرجني من حلمي هذا المغفل فلم انظر لعبد العزيز فخلعت حذائي ووضعت قدمي على الارض واتصلت بها لتكون مصدر قوتي  وهم ينظرون بدهشه لما افعل وكيف خلعت الحذاء ووضعت قدمي على الارض يعتقدون ان الارض نجسه ثم نظرت اليه ورميت قلمي  وقلت له هات ما عندك فأنا احب ان اسمع ما كتبت من احلام فوق الاوراق  فابتسم يبدو انه كان ينتظر تلك الفرصه ليتباهى امام حسناواته  بانه سيهزمني امامهم وسيثبت لهم ايضا ان من قال ان لا شعراء بين الاغنياء كاذب فقام باغماض عينيه وانا انظر اليه ولسان حالي يقول يبدو انه غبي اخر وعندما بدأ بسرد ما كتب تمنيت لو كان عبد العزيز ليس معي لاجعل هذا الاحمق يلعق حذائي ليعرف قيمه ما يقول  .. فقال شعرا حسب ما يدعي لا حياه له وكأنه يقرأ شهادة وفاة في حفل زفاف  وعندما انتهى فتح عيناه

وجميلاته ينظرن اليه يصفقن فرحات جدا بهذا الشاعر الذي ابهر صعلوك مثلي  فقلت في داخلي شكرا لله على فقري فقلت له احسنت انت رائع جدا فنظر لي عبد العزيز وهو مندهش ايضا فهو يعلم اني لا احسن ان اكون لبقا ابدا مع هؤلاء وقال شكرا لك فقلت بل لا تشكرني ولكن اشكر صديقي عبد العزيز فقال وهو مندهش  ولما لا اشكرك انت وما دخل صديقك في حوارنا فانت من استحسن هذه القصيده  فقلت لانه قرر ان نصبح هذه الليله حيوانات نتحدث مع الخنازير ونأكل بينهم ونستمع اليهم ونصفق لهم مجبرين لنكون مثلهم  فثار غضب الرجل ولسان حاله يقول كيف لهذا الصعلوك صاحب الثياب الرثه ان يتحدث معي  فضحكت انا فضرب عبد العزيز على رأسه وقال يبدو انك تعشق ان ننام بالسجن مره اخرى هو يعرفني جيدا اعشق لغه الجسد لا اجيد في الحياة الا القتال   فنظرت اليه فقلت لا تخف لا يستحق ذبابه اخرى  فقام الرجل ليضربني  وقمت انا فنظر لي واذا بي طويل القامه عريض المنكبين فتردد الرجل ليتدارك الامر وقال لما قلت ذلك فقلت له لا تسألني ابدا لما قلت ذلك وبا تتحدث الا عندما اطلب منك الحديث هناك خيارين امامك  الخيار الاول ان اضربك امام حسناواتك وان اجعلك بين الناس ترتدي حذائك فوق رأسك 

واما الخيار الثاني ان ترحل من هنا تلملم بقيه كرامتك التي وهبك اياها  الفقراء مثلي  فاحتار الرجل  وقال مجنون انت وقلت له لا شيء جديد فطلب من حسناواته ان يغادروا معه وان يذهبوا لان المكان به مجنون اسمه رختون وهو يتهدد ويتوعد والناس تنظر من حولنا لجنوننا  فنظر لي عبد العزيز يضحك يقول لا فائده منك فضحكت

فقلت له لنذهب لعالمنا نحن هناك الحب والسلام وقال لك ما اردت وبالفعل ذهبت وانا ممسك حذائي بيدي بين الناس اعبر وهم خائفون مني يرتعدون لانهم علموا ان الثورة قادمه لا محاله لتأخذ بثأر احلام اطفال المناجم والمصانع التي يرتدونها باقدامهم واما العاملين بالمطعم كانو ينظرون لي وكأني الامل وان الفجر قريب وكانو ينظرون لي فرحين ليس لما قمت به بل لما قلت ما في صدورهم فذهبنا الى مركبتي فرحين ونحن نتحدث ولسنا مكترثين بأحد  وعندما رأتني مركبتي فرحت هي ايضا لانها لا  تحسن ان تقف وبجانبها مركبات لا حياة فيها لم تصنعها يد انسان بل الات صناعيه لا حياة فيها كقلوب التجار  فذهبنا الى حيث ننتمي هناك فرحين وجلسنا وضحكنا ورقصنا مع الجميع وحدثناهم بليلتنا  وماذا فعلنا وعن ذلك الشاعر فضحك الجميع واشترينا رغيف خبز وتقاسمناه كما نتقاسم احلامنا  ومن ثم غنينا عن الحب والسلام ومن ثم نامو الناس على الرصيف الا انا نظرت للسماء وقلت 

هنا انا لست  رختون هنا انا  نواف الخلاف ...

دمتم بود وحب


قصه قصيرة

قصه قصيره 

كنت برفقة صديقي عبد العزيز لتناول وجبة العشاء كنت أُفضل أن نبقى في مقهى لا يعرفه إلا الصعاليك هناك، فقط تجد الأقلام والأوراق يتصارع عليها الناس لكتابة أحلامهم  هناك أصوات الكادحين تصدح بالسماء، هناك لا نعرف الأسود من الأبيض، هناك لا نعرف من السني ومن الشيعي، هناك لا نعترف بأوراق تشهد أنك انسان، هناك فقط العدل والمساواة، ولكن صديقي عبد العزيز أراد ان يكون عشاء هذه الليلة مختلف جدًا، فقرر أن يذهب لسلسلة مطاعم يملؤها، لا أعرفها ولكن اعرف أن الماء هناك يباع بربع راتب طفل في المناجم، وأخبرته من أين لك المال؟ ومن اين أحضرته؟ ومن أعطاك إياه؟ خفت منه لأن المال بالنسبة لدينا باب الجشع، وحين يفتح باب الجشع يفقد الإنسان إنسانيته.


فأخبرني انه قد حصل عليه من صبره على الجوع شهرًا، لينال عشاءً فاخرًا ليلة واحدة فقط، فقلت له حسنًا سأشاركك أن تحقق حلمك.


وله ما اراد  فانا يهمني امر صديقي فقمت بقيادة  مركبتي المتهالكه قاصدا المطاعم التي يريد فقال اذهب لتلك المناطق التي بها الاغنياء فقلت له لما فقال لا شأن لك فقلت حسنا وذهبنا  الى ان وصلنا لمطاعم تكثر بها الاضواء واصوات السيارات واصوات صافرات الانذار واصوات موسيقى صاخبه غاضبه  لا اصوات للعصافير هناك ولا اصوات لضحك الاطفال ايضا   وحين وصلت هناك  مركبتي بشموخها وكبريائها نظرت الى المركبات الاخرى اصابتها الدهشة والخوف فكل شيء مثير للريبه  لا شيء يشبهها بالنسبه اليها رداءها قديم صنعه لها فقير مثلي ليطعم اطفاله  وليستطيع فقير مثلي ان يشتريها ليتبع احلامه  لا شيء يشبهها ابدا  فترددت واعترضت واخرجت دخانها الاسود ثائره ولاكن عزيمتي كانت هي الاقوى وبالنسبه لي انا لا اكترث أبدا.


ولم اخف مثلها ولم اكترث  فأنا اعلم ان قيمه الحياة لا يعرفها الا الفقراء مثلي لذلك لا تستغرب ان رأيتني ارقص تحت السماء فرحا بالمطر، واغني في الشوارع وانام على الرصيف ايضا فكلنا هناك ننظر بعين الحب ونشارك بعضنا البعض احلامنا  واما بالنسبه للصديق كعادته قال لي لا تكن مجنونا هذه الليله فقلت له حسنا، ونزلنا من مركبتي بعد ان احكمت اغلاقها وصديقي يضحك يقول لي ما بها لتسرق ايها الاحمق لا يعلم بان داخلها كتبت احلامي وبداخلها لعب اطفالي  فذهبنا الى ذلك المطعم المزدحم بعالم  يملؤه الجشع   ينظرون الى ثيابي التي مر عليها عامان تستر جسدي ويقولون مالذي اتى بهم هنا  يبدو انك هناك تعرف قيمتك من خلال حذائك وردائك وليس من خلال عقلك وقلمك وحلمك وصبرك، وينظرون ايضا لاحلامي وقد كتبتها على يدي ولا يعرفون انها احلامي مبنيه بزوال جشعهم و زوالهم  ثم  ذهبنا الى  مطعم لا شيء فيه جميل كل شيء مزيّف يملؤه الجشع، وحب المال فقط، هناك 

لا جودة للطعام، هناك فقط مظهرها الخارجي وعندما تستطعمها ستبصقها حقا.

 

فطلبت من النادلة ان تعطيني طاولة بعيدة هناك، لا أحد حولنا سوى أملي بأن أخرج من هذا الكابوس الذي أدخلني به عبد العزيز، فنظرت لي ولسان حالها يقول ما الذي أتى بهذا الأحمق هنا، وقالت غريب أمرك لما لا تجلس بينهم لتريهم حجمهم، أعرف لما قالت ذلك الأمر فالرجال هنا يطلبون الطاولة التي تطل على ممر النساء ليتباهوا أمامهن بأنهم رجال، وكأنهم يجلسون أمام بيت المقدس بعد أن قاموا بفتحه، أو يجلسون بعد ان تعبوا شهرًا كاملًا يحتفلون بيوم الراتب.


عالم مجنون اصبح الرجل يزاحم النساء في طوابير محلات الشنط والاحذيه والاحلام  فذهبنا الى تلك الطاوله نسير بين اناس لا تعرف من الحياة الا ان يتباهوا باحذيتهم  ..

وحين جلسنا على تلك الطاوله هممت بخلع حذائي واذا بصديقي عبد العزيز ينظر لي ويقول يا احمق ليس هنا الم اطلب منك ان لا تمارس جنونك هنا  ولا اعرف عن اي جنون يتحدث اريد فقط ان  اتصل بلارض لاصبح جزأ منها الست من طين انا ايضا لذلك قلت له حسنا هي ليلتك اذا فأجاب بنعم هي ليلتي فقلت له هنيئا لك ذلك يا صديقي  ولكن لا تطلب مني ان اتصرف مثلهم ابدا  فقال حسنا ولكن لا تمارس جنونك امام اعينهم 

فقلت حسنا فطلبت كوب القهوه لاني اعرف كم هو مكلف الطعام هنا ومعدتي ليست افضل من حلم ابنتي ان تمتلك كراسه واقلام لترسم احلامها ايضا  فأخرجت سماعة هاتفي وقلت له كن معهم وانا دعني استمع لموسيقى الفقراء عن احلامهم عن حياتهم عن امالهم  واحتسي القهوه المره كحياة الذين تريد ان تكون معهم فاخرجت قلمي وبدأت برسم احلامي كعادتي ..

وكتبت اول حرف من اسمها فأبحرت في عالمي هناك لا احد يبكي هناك لا احد يموت لا احد لا يعرف الحب هناك السلام فقط لانه لا يوجد برجوازي او اورستقراطي فقط نحن الفقراء

وانا اغني وانا اكتب اغاني كتبها الاطفال على شاهد قبر لطفل دفن في منجم يمتلكه رجل جشع منهم   ..

وفي منتصف ذلك الامر جلس بجانب طاولتنا رجل برفقته ثلاث نساء على شاكلته لا يعرفون من الحياة الا ترفها لم تعرق اجسادهم لاجل اطعام اطفالهم لا يعرفون للحياة طعم سوى ما قرئوه في كتاب المدرسه فلم اكترث واكملت كتابة احلامي واذ بالرجل يقاطعني يقول لي هل انت شاعر فنظرت الى صديقي عبد العزيز فرأيته خائف من ما سيكون جوابي فقررت ان المجامله لهذه الليله لا بأس بها فقلت له لا وانا مبتسم ورجعت لاحلامي لاكتبها ثم قاطعني مرة اخرى يريد ان يتبجح امام نساءه وقال هل تعرف انا شاعر ايضا واعرف انك شاعر منذ ان رأيتك تكتب فنظرت لعبد العزيز مرة اخرى ورأيت انه خائفا ايضا من ما سيكون الجواب فنظرت اليه وقلت له حسنا لك 

ثم اكملت كتابه احلامي وللمره الثالثه اخرجني من حلمي هذا المغفل فلم انظر لعبد العزيز فخلعت حذائي ووضعت قدمي على الارض واتصلت بها لتكون مصدر قوتي  وهم ينظرون بدهشه لما افعل وكيف خلعت الحذاء ووضعت قدمي على الارض يعتقدون ان الارض نجسه ثم نظرت اليه ورميت قلمي  وقلت له هات ما عندك فأنا احب ان اسمع ما كتبت من احلام فوق الاوراق  فابتسم يبدو انه كان ينتظر تلك الفرصه ليتباهى امام حسناواته  بانه سيهزمني امامهم وسيثبت لهم ايضا ان من قال ان لا شعراء بين الاغنياء كاذب فقام باغماض عينيه وانا انظر اليه ولسان حالي يقول يبدو انه غبي اخر وعندما بدأ بسرد ما كتب تمنيت لو كان عبد العزيز ليس معي لاجعل هذا الاحمق يلعق حذائي ليعرف قيمه ما يقول  .. فقال شعرا حسب ما يدعي لا حياه له وكأنه يقرأ شهادة وفاة في حفل زفاف  وعندما انتهى فتح عيناه

وجميلاته ينظرن اليه يصفقن فرحات جدا بهذا الشاعر الذي ابهر صعلوك مثلي  فقلت في داخلي شكرا لله على فقري فقلت له احسنت انت رائع جدا فنظر لي عبد العزيز وهو مندهش ايضا فهو يعلم اني لا احسن ان اكون لبقا ابدا مع هؤلاء وقال شكرا لك فقلت بل لا تشكرني ولكن اشكر صديقي عبد العزيز فقال وهو مندهش  ولما لا اشكرك انت وما دخل صديقك في حوارنا فانت من استحسن هذه القصيده  فقلت لانه قرر ان نصبح هذه الليله حيوانات نتحدث مع الخنازير ونأكل بينهم ونستمع اليهم ونصفق لهم مجبرين لنكون مثلهم  فثار غضب الرجل ولسان حاله يقول كيف لهذا الصعلوك صاحب الثياب الرثه ان يتحدث معي  فضحكت انا فضرب عبد العزيز على رأسه وقال يبدو انك تعشق ان ننام بالسجن مره اخرى هو يعرفني جيدا اعشق لغه الجسد لا اجيد في الحياة الا القتال   فنظرت اليه فقلت لا تخف لا يستحق ذبابه اخرى  فقام الرجل ليضربني  وقمت انا فنظر لي واذا بي طويل القامه عريض المنكبين فتردد الرجل ليتدارك الامر وقال لما قلت ذلك فقلت له لا تسألني ابدا لما قلت ذلك وبا تتحدث الا عندما اطلب منك الحديث هناك خيارين امامك  الخيار الاول ان اضربك امام حسناواتك وان اجعلك بين الناس ترتدي حذائك فوق رأسك 

واما الخيار الثاني ان ترحل من هنا تلملم بقيه كرامتك التي وهبك اياها  الفقراء مثلي  فاحتار الرجل  وقال مجنون انت وقلت له لا شيء جديد فطلب من حسناواته ان يغادروا معه وان يذهبوا لان المكان به مجنون اسمه رختون وهو يتهدد ويتوعد والناس تنظر من حولنا لجنوننا  فنظر لي عبد العزيز يضحك يقول لا فائده منك فضحكت

فقلت له لنذهب لعالمنا نحن هناك الحب والسلام وقال لك ما اردت وبالفعل ذهبت وانا ممسك حذائي بيدي بين الناس اعبر وهم خائفون مني يرتعدون لانهم علموا ان الثورة قادمه لا محاله لتأخذ بثأر احلام اطفال المناجم والمصانع التي يرتدونها باقدامهم واما العاملين بالمطعم كانو ينظرون لي وكأني الامل وان الفجر قريب وكانو ينظرون لي فرحين ليس لما قمت به بل لما قلت ما في صدورهم فذهبنا الى مركبتي فرحين ونحن نتحدث ولسنا مكترثين بأحد  وعندما رأتني مركبتي فرحت هي ايضا لانها لا  تحسن ان تقف وبجانبها مركبات لا حياة فيها لم تصنعها يد انسان بل الات صناعيه لا حياة فيها كقلوب التجار  فذهبنا الى حيث ننتمي هناك فرحين وجلسنا وضحكنا ورقصنا مع الجميع وحدثناهم بليلتنا  وماذا فعلنا وعن ذلك الشاعر فضحك الجميع واشترينا رغيف خبز وتقاسمناه كما نتقاسم احلامنا  ومن ثم غنينا عن الحب والسلام ومن ثم نامو الناس على الرصيف الا انا نظرت للسماء وقلت 

هنا انا لست  رختون هنا انا  نواف الخلاف ...

دمتم بود وحب